الأحد، 25 أكتوبر 2015

كوكا العزيمة والرجولة

حدثنى عن الرجولة .. قلت له العزيمة فى قلوب الشباب ..
فلنتحدث عن الحكاية المذهلة لاحمد حسن كوكا متوسط هجوم المنتخب المصري ..
منذ 4 اعوام سافر للبرتغال ليلتحق بفريق فى ذيل الترتيب اسمه ريو افى ..
لعب عام كامل لفريق الرديف فلم يبدي تبرما ..
العام التالى تم تصعيده للفريق الاول و ظل عاما كاملا حبيس دكة البدلاء فلم يبدي غضبا او يحمل جعبته عائدا لمصر ..
العام الثالث جائت الفرصة فانفجر مسجلا ما يقرب من 20 هدف للفريق فى موسم واحد و كان قريبا من لقب هداف الدوري البرتغالى ..
ظلوا فى المنتخب المصري يتجاهلونه و عندما اراد احد الصحفين ان ينصب له فخا بسؤاله عن تعليقه على اختيارات المدرب ابتسم قائلا اتمنى التوفيق له فانا مشجع لبلادي قبل ان اكون لاعبا ..
انتقل الى بنفيكا فى صفقة كبيرة .. و هنا كانت الكارثة ..
الفحص الطبى اثبت وجود عيب خلقى بالقلب يحتاج لاغلاقه بالقسطره ..
و لم يصبر بنفيكا الغى التعاقد و انتشرت الاخبار لتقضى على امال الحالم الاخير ..
الفتى الطيب كان حالما اكثر من تشى جيفارا نفسه .. لم يكن يدري ان الدنيا بمجنزراتها الواقعية الكئيبة عندها تلذذ سادي بالمرور فوق رقاب الحالمين محطمة فقراتهم حتى تسمع طقطقات الغضاريف فى سلاسل ظهورهم ..
ظن الجميع ان مستقبل الفتى قد انتهى .. اجري القسطرة و عاد لريو افى ..
الموت لا يأتى مرتين هكذا امن الفتى .. انطلق فى الملاعب هائجا ناقما كأنه هرقل يعتلى قمة الاوليمب محررا برومثيوس من عذابه الازلى الرهيب ..
سجل هدفا قاتلا فى سبورتنج براغا العتيد .. رابع الدوري البرتغالى ..
فى اليوم التالى اشتراه براغا فى عقد نهائي لخمس سنوات ..
ضمه الارجنتينى القصير المكير للمنتخب ليقصف زامبيا بهدفين مسطرا فصلا جديدا عن مجالد عتيد ..
بالامس توفى والده .. فريقه لديه مباراة فاصله ضد مارسيليا فى الدوري الاوروبى ..
المدرب يحتاجه .. لعب كوكا المباراة و كلما تابعه المخرج اثناء ركضه تراه دامع العينين كسير الفؤاد .. كل شئ فيه مهيض الجناح الا شئ واحد فقط يتألق كبلورات من الوان متداخلة تشى ببهجة غير متوقعه ..
عزيمته ..
سجل هدفا مذهلا و انطلق صارخا و دموعه تتفجر كبركان ظل خامدا حتى اذا ما استفاق لم يغلبه شئ ..
راح يصرخ داعيا لوالده بالرحمة ..
رحمة الله على والدك ..
والدك لم يمت ..
حدانا فى البلد اقادم الاوتاد يقولون شيئا مثيرا ..
اللى يخلف رجالة مبيموتش ..