الخميس، 18 سبتمبر 2014

قصة : الـلِّـقَـــــاءُ الـثََّــانـِى .......... بقلم الاديب احمد عفيفى

أخبرها:أنه لا يرى بها:سحراً , ولا جاذبيةً , ولا ....!
كان على مشارف الأربعين آنذاك, وكانت بمنتصف العشرينيات, وكان اللقاء الأول والأخير بينهما..
تذكّرها إبّان نُعاسٍ قلقِِ ومتوترِِ , وتذّكر مافاله آنذاك ,توتر أكثر ,حاول الإنشغال بالكتابة , لم يفلح , إستلقي لا هو بالنائم , ولا باليقظ , شرد قليلا , رأى نفسه جالساً بحديقةٍ فيحاءِِ مُفعمةً بالأزهار والورود النادرة ,ورأى إمرأةً باهرة الجمال والأناقة والرقة..كانت تميسُ بمشيتها باسمةً, باتت على مسافة خُطوتين منه, أبكمته الدهشةُ, كانت نفس السيدة التى أخبرها مُنذُ دهرٍ:أنه لا يرى بها سحراً ولا جاذبيةً ولا..!
بعد صمتِِ خِاله دهراً ,باغتته السيدة,قالت: هل تتذكُرنى؟, حاول تصنُّع النسيان , هوّنت عليه قائلةً: أنا -سيدى- من وصفتها ذات يومٍ :بكذا , وكذا .. أما زِلت عند رأيك فِى؟ جاهدَ فى العثور على كلامِِ يخفِّفُ من وطئ المفاجأة , تلعثم , ترك لها الحديث وهو يرصدُ مفاتنها..كانت تحكى بتؤدةٍ , ورقةِِ وثقةِِ..لم يعُد يتذكرُ وجهها القديم , أخبرته عن زواجها الفاشل , وعن سعادتها بالتحرر , ثم قالت:وماذا عنك , أرى الشَّعرَ الأبيض غزا رأسك؟ ,ثم باغتته بضحكةٍ صاخبةِِ , ولذيذةٍ , ردَّ بضحكةٍ أشدّ صخباً , قال: مازلتُ كما أنا أيتها الجميلة -المُنتقمةُ-..
وكان هادم اللّذات يُلحَّ بشدُّهِِ , فقُام مهرولاً إلى الحمام, وحين عُاد إلى سريره, إنقطع التيّارُ الكهربىّ..وكانت الريحُ يالخارج:قلقةً ,كانت تُصفِّرُ بشدّة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق