الخميس، 19 يناير 2017

قصة : تريكة وزفتستان ... بقلم الكاتب محمد مسعد

تعلقت قلوب سكان ( زفتستان ) بتلك النجوم التى كانت تزين سماؤها والتى يذداد وضوحها كلما حل الظلام وساد .
المدينة كلها تأبى إلا أن تنظر إلى السماء فى تباهى بين باقى المدن المجاورة مما أثار حفيظة الملك وحاشيته ، فلقد بنى أجمل القصور وغرس أندر اﻷشجار بالقرب من قصره كى تتطلع إليه العيون بدل التحديق فى سماء المدينة ومتابعة نجمها المنير ، ولكن الناس أبت وإذدادت محبتهم وتعلقهم بنجم مدينتهم الفريد .
جمع الملك حاشيته ﻹيجاد حل حتى يصرف محبة سكان المدينة إلى قصره وحدائقه المذدانة بأشهى الثمار ، عجز الجميع عن إيجاد الحل حتى أتى شيطان أبله تنكر فى ثوب أدمى تحدث ظنا منه بأنه قد وجد الحل لمشكلة الملك الكبرى .
أخبره يأنه إذا أراد أن يصرف أنظار الناس الى قصره فلابد له من أن يأمر الحرس ليشعلوا نيران عظيمة قرابة المدينة لتُحدث دخان أعظم فبذلك يستطيع أن يحجب عنهم رؤية نجمهم أو حتى محاوله التطلع الى السماء ، أما من أراد النظر اليها فلابد له من الخروج الى قصر الملك فهو المكان الوحيد الباقى بلا دخان عندها فقط سوف يرى الجميع جمال القصر ونضارة الأشجار وبهاء ثمارها !!
فرح الملك لذلك فرحآ عظيماً بل وأمر الحرس بمباشرة تنفيذ الخطة فوراً .
تجمع الدخان يالفعل فحجب السماء وتضايق الأهالى ، عرض الحرس عليهم الذهاب الى قصر الملك إن هم أرادوا لكنهم رفضوا وما عاد هناك بالخارج سوى الملك وحراسه ، عاد الجميع الى ديارهم يتضرعون إلى رب البرايا أن يذهب ذاك الدخان عن سمائهم فلقد إشتاقت عيونهم وقلوبهم لرؤيه النجم الساطع في سماء مدينتهم من جديد، ضجت المدينة كلها بالدعاء، فاستجاب الله دعاء المحبين و تساقط المطر ليُذهب ما علق بالسماء من دخان ، نزلت قطرات المطر محملة بقبح فعالهم، صبغت ألوان الدخان القاتمة وجوه الملك وحاشيته أثناء بقاءهم لمتابعة خطتهم الفاشله، هبت نسائم الحب على المدينة تطهرها بينما أتت أعاصير الغضب على بقايا النيران تحملها إلى قصر الملك ، من جديد عادت العيون تتطلع الى السماء بينما كان نجمها قد سكن قلوب الجميع........
مهما حاولوا أن يحجبوا الرؤية فلن يستطيعوا إنتزاع محبتك من قلوبنا أيها النجم الكبير
أبوتريكة أيها الغالى مازلت تسكن في قلوب الأحرار مازلت ملكا متوجآ على قلوبنا فلا تحزن مادامت دعوات المحبين تحيط بك مادامت العيون تتطلع إلى لقياك ستظل فى القلب مادام بالقلب حياة ستظل فخراً لكل محبيك مهما علت نيرانهم ومهما تكاثف دخانهم سيظل نجمك ساطع فى سماء بلادنا حتى النهاية....
#أبوتريكة
#الماجيكو
#نجم_مدينتنا
#تريكة_وزفتستان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق