قدم لنا الكاتب نمـاذج مختلفة من المرأة من جميـع البـلاد التى زارها وطـاف
وجال فقد شغلت المرأة جانبا كبيرا من فكره، وحظيت ابداعاته بالنصيب الوافر
منها.
فالمرأة الجميلة " كما كان يقول " تهز مشاعره وتزلزل كيانه، ويحب أن يرى الجمال فى الطبيعة وفى الإنسان، وان دورالمرأة هو دور آدم من حواء، دور الفنان الذى يشعر دوما بالحرمان، وان كان قد عاش مع نساء الأرض جميعا، ومن منبع الحرمان يكتب الأديب، ولو ارتوى ما كتب سطرا واحدا ، وقد انعكس أثر ذلك فى قصصه واستخدم صورا رسمها بقلمه ، يستفز فيها الحواس البشرية خلال صور بصرية وسمعية وشمية صور فيها أوضاع شخصياته ، مما أكسبها متعة وجمالا ، منذ أن كتب قصته الطويلة الأولى " الرحيل " فى عام 1935، وكما يظهر في المقتطفات التالية من قصصه ورواياته.
• الرجل الأعزل:
يصف الكاتب سميرة هانم وهى تجلس تحت أشعة الشمس في الغروب فى حديقة منزلها بمصر الجديدة فيقول :
"وكان الشعاع يتجمع عند خط الأفق ويكون لونا أرجوانيا أخاذا ، وكانت الصحراء ساكنة وهواء الصيف الرضى فى تلك الساعة من النهار يبعث السرور إلى النفس ، فأخذت سميرة هانم تستمتع بما حولها من جمال وفتنة، وكانت ترتدى فستانا بنى اللون قصير الأكمام مفتوح العروة، وتضع فى رجليها حذاء مكشوفا برزت منه أصابع قدميها، وقد طليت أظافرها بالأحمر، وكانت لاتلبس جوربا فظهرت الساق فى كامل فتنتها كأنما صبها مثال قادر .
وكانت عارية الرأس فانسدل شعرها على كتفيها وغطى جيدها، وكانت وهى جالسة على كرسيها الطويل قد مدت ساقيها، واضطجعت إلى الوراء قليلاًَ، وأغمضت عينيها نصف إغماضة كأنها تحلم " .
ويصف حال المدرس حينما كان يأتى إلى البيت لإعطاء صغيرها الدرس :
"كان كلما وقع نظره عليها يحس برجفة شديدة تسرى فى بدنه، فيجلس على كرسيه فى غرفة المكتب وأمامه ابنها وهو شارد صامت، فإذا شرب القهوة رجع إلى نفسه ويبدأ الدرس، وكان يراها دائما فى ثياب بسيطة تكشف عن الذراعين والنحر، وتنحسر عن الساقين، فيحس بسياط حادة تلهب ظهره، ويشعر بقلبه يضطرب وبحلقه يجف. كانت قصيرة القامة، ريانة العود فى الثالثة والأربعين من عمرها، خمرية لون البشرة، سوداء العينين يتألق فيهما بريق آسر وهو بريق الرغبة المنطلقة من الجسم الممتلىء حيوية وفتنة .وكان شعرها أسود غزيرا .. ووجهها مستديرا .. وأنفها دقيقا وفمها بارز الثنايا .. وهنا تجتمع كل فتنتها " .
• عودة الابن الضال :
يقول فى وصف بطلة القصة وهى غجرية مجرية تقيم لدى أحد الفنانين التشكيليين فى موسكو ويتخذها كموديل :"أطلت علينا من الطرقة الجانبية فتاة بوجه نافر فيه كل سمات الغجر .. وسددت إلىّ نظرة طويلة من عينين صافيتين شديدتى البريق ..وجه فيه ملامح الأنثى الغجرية بكل ما فى جسم الأنثى من نعومة وفتنة وشهوة .. وما فى عينيها من بريق وعاطفة وسحر .. وما فى شعرها من سواد، وطول ولمعان وما فى الملامح المتوهجة من تحد ونعومة ووحشية واستجابة ورفض، كانت تلبس ثوبا منسوج من خيوط من نار .. ثوبا أحمر ضيقا من الصوف يبرز تقاطيع الجسم كله بثنياته وطياته ونعومته .. وجعلته مفتوحا من الصدر .. فنفر النهدان مكتنزين وبرز العنق ورديا فى صفاء المرمر ..
وانسدل الشعر متموجا طويلا مرسلا يلامس الوجنتين ويغطى الأذنين ويسترسل كذيل الحصان على الظهر أملس ".ويقول عن الخادمتين الروسيتين فى منزل الرسام :
" رأيت خادمتين جميلتين فى نضارة الشباب وفى ثياب بيضاء ناصعة ، وقامة هيفاء وشعر أشقر وعينين بسامتين وملامح روسية خالصة ".
• القطار الانسيابى :
وعن تأثير صوت المرأة فى الرجل يقول عن زوجة الرجل الذى استضافه فى بيته :
" كانت تستدعى زوجها بالتصفيق الخفيف .. والقرع الرزين على الباب فإذا ذهب إليها حادثته بصوت خافت أو بمجرد الهمس ..
وكان الصوت فيه أنوثة سخية ، كان من تلك الأصوات المغردة الشجية التى كان يستمع إليها من مذيعة إنجليزية اختبل بصوتها فى لندن .. وكان حريصا على سماعها كل صباح .. وكانت تحرك فيه عواطف جياشة يعجب لها ويحس بعدها بالنشاط والقوة ".
• الرحيل:
يصف السيدة التركية التى وقعت عليها عينيه فى رحلته إلى تركيا وكانت جالسة على ظهر السفينة.. فيقول :
"كانت مرتدية جلبابا أبيض شد على جسمها فأبرز مفاتنه ، وحول خصرها نطاق أحمر يكاد معه الخصر ينقصف .. وعلى رأسها قبعة صغيرة زرقاء مالت على الجبين واستراحت على الشعر الأسود الناعم .. الذى أخذ منه المقص بمقدار ، فبان الجيد الأتلع وظهر العنق اللين .. وأطلت العيون السود النجل يجول فيها البريق الفائض بسحر الأنوثة من بين الأهداب الوطف .. وفاض الخد الأسيل بالحمرة الخفيفة التى كان لهواء البحر وشمس الصيف أثر فيها .. على أن الشفة وإن كانت مكتنزة باللحم بيد أنه كان يعوزها جريان الدم لتحمر ووفرة العافية لتلمع .. فشحبت لهذا قليلا .. والثوب الذى تدلى على السـاقين انحسر عـن الذراعـين فبـانا فى بياض العـاج ونعومة الحرير .. وقد ارتفقت بذراع على مسند المقعد والقت الآخر على جسمهـا " .
ويقول عنها بعد أن شاهدها وهى غارقة فى بكاها سابحة فى دموعها : " ورفعت وجهها الباكى فجأة والدمع يسيل على الخد المحترق ويتساقط لامعا فى غيابات الليل تساقط حبات الدرارى من عقد ".
• الجعران :
يقول عن فتاة صغيرة قابلها فى فندق ليننجراد وجلست بجانبه :
" كانت ترتدى جونلة وبلوزة من الصوف الغامق من لونين مختلفين ، ولكن فى انسجام .. وكانت الجونلة قصيرة ، كزى كل الفتيات الأوربيات فى سن الثامنة عشرة .. فبدت بجانبى نصف عارية بفخذيها الممتلئتين .. وفى بياض اللبن الخالص ونعومة الديباج .. كانت ملتهبة الوجنتين محلولة الشعر .. والشعر أسود .. والعينان واسعتان جميلتان فى بريق أخاذ ولون سنجابى مشع .
وكانت شفتاها الرقيقتان ترسمان حلم فتاة تنعم بالحياة البهيجة والسعة فى الرزق "
ويقول عن أم الفتاة :
" كانت طويلة مثل طولى وأطول من زوجها الطيب وأطول من ابنتها .. وجسمها الرشيق بكل ما فيه من جمال وفتنة قد طواه رداء عنابى من قطعة واحدة .. وكان الجورب ورديا خفيفا ارتفع إلى نصف الفخذ وأبرز ساقين مخروطيتين .. كأنما صنعهما ميكائيل انجلو وهو فى ساعة تجل وفى قمة براعته .. ثم قطعت بعدها ذراعه ـ كما قطعت يد سنمار ـ حتى لايصنع بعد هذا الجمال شيئا مثله أبدا .. وعندما خلعت قبعتها الزرقاء ومعطفها شممت رائحة البنفسج من شعر طويل متموج وفى سواد الأبنوس النقى وبريقه ..
ونظرت إلى يديها وأصابعها الطويلة الدقيقة وأنا من فرط الصفاء أرى الدم يجرى فى الشرايين الصغيرة ".
هذا غيض من فيض والقصص مليئة بالنماذج النسائية التي تنوعت في أدبه
فالمرأة الجميلة " كما كان يقول " تهز مشاعره وتزلزل كيانه، ويحب أن يرى الجمال فى الطبيعة وفى الإنسان، وان دورالمرأة هو دور آدم من حواء، دور الفنان الذى يشعر دوما بالحرمان، وان كان قد عاش مع نساء الأرض جميعا، ومن منبع الحرمان يكتب الأديب، ولو ارتوى ما كتب سطرا واحدا ، وقد انعكس أثر ذلك فى قصصه واستخدم صورا رسمها بقلمه ، يستفز فيها الحواس البشرية خلال صور بصرية وسمعية وشمية صور فيها أوضاع شخصياته ، مما أكسبها متعة وجمالا ، منذ أن كتب قصته الطويلة الأولى " الرحيل " فى عام 1935، وكما يظهر في المقتطفات التالية من قصصه ورواياته.
• الرجل الأعزل:
يصف الكاتب سميرة هانم وهى تجلس تحت أشعة الشمس في الغروب فى حديقة منزلها بمصر الجديدة فيقول :
"وكان الشعاع يتجمع عند خط الأفق ويكون لونا أرجوانيا أخاذا ، وكانت الصحراء ساكنة وهواء الصيف الرضى فى تلك الساعة من النهار يبعث السرور إلى النفس ، فأخذت سميرة هانم تستمتع بما حولها من جمال وفتنة، وكانت ترتدى فستانا بنى اللون قصير الأكمام مفتوح العروة، وتضع فى رجليها حذاء مكشوفا برزت منه أصابع قدميها، وقد طليت أظافرها بالأحمر، وكانت لاتلبس جوربا فظهرت الساق فى كامل فتنتها كأنما صبها مثال قادر .
وكانت عارية الرأس فانسدل شعرها على كتفيها وغطى جيدها، وكانت وهى جالسة على كرسيها الطويل قد مدت ساقيها، واضطجعت إلى الوراء قليلاًَ، وأغمضت عينيها نصف إغماضة كأنها تحلم " .
ويصف حال المدرس حينما كان يأتى إلى البيت لإعطاء صغيرها الدرس :
"كان كلما وقع نظره عليها يحس برجفة شديدة تسرى فى بدنه، فيجلس على كرسيه فى غرفة المكتب وأمامه ابنها وهو شارد صامت، فإذا شرب القهوة رجع إلى نفسه ويبدأ الدرس، وكان يراها دائما فى ثياب بسيطة تكشف عن الذراعين والنحر، وتنحسر عن الساقين، فيحس بسياط حادة تلهب ظهره، ويشعر بقلبه يضطرب وبحلقه يجف. كانت قصيرة القامة، ريانة العود فى الثالثة والأربعين من عمرها، خمرية لون البشرة، سوداء العينين يتألق فيهما بريق آسر وهو بريق الرغبة المنطلقة من الجسم الممتلىء حيوية وفتنة .وكان شعرها أسود غزيرا .. ووجهها مستديرا .. وأنفها دقيقا وفمها بارز الثنايا .. وهنا تجتمع كل فتنتها " .
• عودة الابن الضال :
يقول فى وصف بطلة القصة وهى غجرية مجرية تقيم لدى أحد الفنانين التشكيليين فى موسكو ويتخذها كموديل :"أطلت علينا من الطرقة الجانبية فتاة بوجه نافر فيه كل سمات الغجر .. وسددت إلىّ نظرة طويلة من عينين صافيتين شديدتى البريق ..وجه فيه ملامح الأنثى الغجرية بكل ما فى جسم الأنثى من نعومة وفتنة وشهوة .. وما فى عينيها من بريق وعاطفة وسحر .. وما فى شعرها من سواد، وطول ولمعان وما فى الملامح المتوهجة من تحد ونعومة ووحشية واستجابة ورفض، كانت تلبس ثوبا منسوج من خيوط من نار .. ثوبا أحمر ضيقا من الصوف يبرز تقاطيع الجسم كله بثنياته وطياته ونعومته .. وجعلته مفتوحا من الصدر .. فنفر النهدان مكتنزين وبرز العنق ورديا فى صفاء المرمر ..
وانسدل الشعر متموجا طويلا مرسلا يلامس الوجنتين ويغطى الأذنين ويسترسل كذيل الحصان على الظهر أملس ".ويقول عن الخادمتين الروسيتين فى منزل الرسام :
" رأيت خادمتين جميلتين فى نضارة الشباب وفى ثياب بيضاء ناصعة ، وقامة هيفاء وشعر أشقر وعينين بسامتين وملامح روسية خالصة ".
• القطار الانسيابى :
وعن تأثير صوت المرأة فى الرجل يقول عن زوجة الرجل الذى استضافه فى بيته :
" كانت تستدعى زوجها بالتصفيق الخفيف .. والقرع الرزين على الباب فإذا ذهب إليها حادثته بصوت خافت أو بمجرد الهمس ..
وكان الصوت فيه أنوثة سخية ، كان من تلك الأصوات المغردة الشجية التى كان يستمع إليها من مذيعة إنجليزية اختبل بصوتها فى لندن .. وكان حريصا على سماعها كل صباح .. وكانت تحرك فيه عواطف جياشة يعجب لها ويحس بعدها بالنشاط والقوة ".
• الرحيل:
يصف السيدة التركية التى وقعت عليها عينيه فى رحلته إلى تركيا وكانت جالسة على ظهر السفينة.. فيقول :
"كانت مرتدية جلبابا أبيض شد على جسمها فأبرز مفاتنه ، وحول خصرها نطاق أحمر يكاد معه الخصر ينقصف .. وعلى رأسها قبعة صغيرة زرقاء مالت على الجبين واستراحت على الشعر الأسود الناعم .. الذى أخذ منه المقص بمقدار ، فبان الجيد الأتلع وظهر العنق اللين .. وأطلت العيون السود النجل يجول فيها البريق الفائض بسحر الأنوثة من بين الأهداب الوطف .. وفاض الخد الأسيل بالحمرة الخفيفة التى كان لهواء البحر وشمس الصيف أثر فيها .. على أن الشفة وإن كانت مكتنزة باللحم بيد أنه كان يعوزها جريان الدم لتحمر ووفرة العافية لتلمع .. فشحبت لهذا قليلا .. والثوب الذى تدلى على السـاقين انحسر عـن الذراعـين فبـانا فى بياض العـاج ونعومة الحرير .. وقد ارتفقت بذراع على مسند المقعد والقت الآخر على جسمهـا " .
ويقول عنها بعد أن شاهدها وهى غارقة فى بكاها سابحة فى دموعها : " ورفعت وجهها الباكى فجأة والدمع يسيل على الخد المحترق ويتساقط لامعا فى غيابات الليل تساقط حبات الدرارى من عقد ".
• الجعران :
يقول عن فتاة صغيرة قابلها فى فندق ليننجراد وجلست بجانبه :
" كانت ترتدى جونلة وبلوزة من الصوف الغامق من لونين مختلفين ، ولكن فى انسجام .. وكانت الجونلة قصيرة ، كزى كل الفتيات الأوربيات فى سن الثامنة عشرة .. فبدت بجانبى نصف عارية بفخذيها الممتلئتين .. وفى بياض اللبن الخالص ونعومة الديباج .. كانت ملتهبة الوجنتين محلولة الشعر .. والشعر أسود .. والعينان واسعتان جميلتان فى بريق أخاذ ولون سنجابى مشع .
وكانت شفتاها الرقيقتان ترسمان حلم فتاة تنعم بالحياة البهيجة والسعة فى الرزق "
ويقول عن أم الفتاة :
" كانت طويلة مثل طولى وأطول من زوجها الطيب وأطول من ابنتها .. وجسمها الرشيق بكل ما فيه من جمال وفتنة قد طواه رداء عنابى من قطعة واحدة .. وكان الجورب ورديا خفيفا ارتفع إلى نصف الفخذ وأبرز ساقين مخروطيتين .. كأنما صنعهما ميكائيل انجلو وهو فى ساعة تجل وفى قمة براعته .. ثم قطعت بعدها ذراعه ـ كما قطعت يد سنمار ـ حتى لايصنع بعد هذا الجمال شيئا مثله أبدا .. وعندما خلعت قبعتها الزرقاء ومعطفها شممت رائحة البنفسج من شعر طويل متموج وفى سواد الأبنوس النقى وبريقه ..
ونظرت إلى يديها وأصابعها الطويلة الدقيقة وأنا من فرط الصفاء أرى الدم يجرى فى الشرايين الصغيرة ".
هذا غيض من فيض والقصص مليئة بالنماذج النسائية التي تنوعت في أدبه