الاثنين، 16 يناير 2017

قُولُوا لَهَا ...... بقلم هيثم جبل

قُولُوا لَهَا
إنَّ الحقيقةَ كلُّها بعيونها
وبأن كلَّ الخلقِ دربٌ من سديم أو خيالْ ...
وبأن من يهوى اقتحام حصونها ..
قد صار مصلوبا على حصنِ المُحالْ ..
.....
أنهارُها عسلٌ مُصفَّى ،
بردُها بردٌ سلامْ ..
قد حاولَ الشعراءُ وصفَ عيونها ،
فتوقفت لغةٌ الحروفِ عن الكلامْ ..
......
قُولُوا لَهَا
أنا عاشقٌ ،
حدَّ انتحارِ النجم من ضيق الفضاء ..
قولوا لها ..
إني أذوب
إذا تهل بدورها فتنير أبراج السماء ..
.....
قُولُوا لَهَا
ما عدتُ أحتمل الصقِيعَ
بباب محراب العيون ..
قُولُوا لَهَا
أنا في هواها سابح
ومسبحٌ بالآي من عذب المتون ..
......
قُولُوا لَهَا
إن القصيدةَ قد تكسَّرَ وَزنُهَا ..
وتوحَّدَتْ في حبها كلُّ البحورْ ..
قُولُوا لَهَا
إني أجوب حدودها ،
من ألفِ عامٍ ،
ما برِحتُ بَراحَهَا ،
فعيُونها ريٌّ لأوصالٍ تخورْ ..
......
قُولُوا لَهَا
هذا القتيلُ بسهمِ عينٍ لا تَرَاهْ
قُولُوا لَهَا
هاتِ بقايا ما تبقى
من رُفاتِ العاشقينْ ،
ثمَّ اضربي جسدَ الذبيحِ ،
تَدِبُّ بالروحِ الحياهْ
......
قُولُوا لَهَا
إنِّي التَجأتُ بجَفنِها ،
فاستَوقفَتني عند بابِ عيونِها
جندُ الرموشِ وهُم كُثُرْ ..
قُولُوا لَهَا
أنَا قد مُنِعتُ من الدخولْ ،
وَأنا معي تأشيرَةٌ خُتِمَتْ
لأعبُرَ مِن سفُوحِ النارِ
للوجهِ المُرَصَّعِ بالنجومِ إلى القُمُرْ ..
.......
قُولُوا لَهَا
مَلِكٌ ضَلِيلٌ قَد سُلِبتُ مَمالِكي ،
حينَ ارتَحَلتُ لكي أراكِ ،
فلا تردِّي مَن أناخَ هنا رِحالَهْ ..
قُولُوا لَهَا
لا ليسَ لي جندٌ ولا رُمحٌ معي ،
كيما أُريقَ دماءَ جندِكِ ،
حينَ قدُّوا في وَريدِ القلبِ كي يَمحو وِصَالَهْ
......
إِنّي عَشِقتُكِ مِثلَ لَيلٍ بَاتَ يَحبُو ،
خَلفَ نجمٍ كَي يُزِيلَ بِضَيِّهِ ،
عُتمَ الوُجُودِ ،
ولَاتَ حِينَ طَوَاعيَهْ ...
أَهوَاكِ كالطَّيرِ السَّجِينِ مُحَلِّقَاً فِي حُلمِهِ ،
جَالَ البِحَارَ ، وقَبَّلَ الكَفَّ التِي
كَسَرَت سُوَارَ القَيدِ ،
مُذ خارَت دُرُوبُ مسَاعِيَهْ ...
إنِّي أَطُوفُ بِجَفنِ عينِكِ مُحرِمَاً ،
مِن كلِّ فَجٍّ جِئتُ لا أرجُو سواكِ ،
فَرتّلِي سِفرَ الهوى ،
فوقَ القُلُوبِ الچاثِيَهْ ...
.....
هذي رسَالةُ عاشقٍ ،
لا تَقتُلي باللَّهِ طَيرَهْ ..
جابَ الصحارى حامِلًا ،
وَجعًا تَنُوء لِحملِهِ كل الجبَالِ ،
وحينَ حَلَّ رأى دِيارَ العِشقِ مُرَّهْ ..
ياربُّ إنِّي مسَّني حُزنٌ ، فقلْ لي ،
كيفَ يا رَبِّيْ المَسَرَّهْ ..
كيفَ يا رَبِّيْ المَسَرَّهْ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق