السبت، 7 يناير 2017

الموت .. ما بين مستريح و مستراح منه

إن الموت مخلوق خلقه الله و حكم به على العباد ؛ فلا مفر منه و لا مهرب ، بل يجب علينا انتظاره و العمل لما بعده ، فالحياة قبله رحلة اختبار ، و الحياة بعده خلود و دار قرار ، إما إلى جنة و إما نار ، قال تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) .
لقد آمن بوجود الموت جميع الخلائق ، و لكنهم اختلفوا فيما بعده ، انظر إلى زهير في العصر الجاهلي يحذر من الفرار من الموت ؛ فيقول :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
ولو رام أسباب السماء بسلم
و لا يفر من الموت إلا اليهود و من على شاكلتهم من المنافقين و المعاندين ، قال تعالى : ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
إن الواجب علينا أن نستعد للرحيل ؛ فنجهز الزاد ليوم اللقاء ، و نوقن بأن الحياة ساعة أو بعض ساعة ، و لن يبقى فيها إلا الذكر الطيب ، كما يقول شوقي :
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له:
إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها
فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
و لنعلم جميعا أن الموت في كل الأحوال راحة لنا أو منا ، نعم ، راحة لنا أو منا ، و ليس أفضل ختام لمقالتي من حديث المصطفى ، عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: (كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلعت جنازة) (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مستريح , أو مستراح منه " , فقالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ , فقال: " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله , والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد , والشجر والدواب ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق