السبت، 7 يناير 2017

قصة رعب حقيقية

أنا هعمل حاجة متأكد إني هندم عليها :D :D :D
طلبتم مني أحكيلكم حكايات حصلتلي أنا قبل كده
دي حكاية حصلتلي ... عادةَ مش بحكيها و لما حكيتها قبل كده حكيتها بدون تفاصيل ... لأول مرة هحكيها بالتفاصيل و كاملة !
.
من أربع سنين كنت بدور علي شقة أؤجرها من فترة قبل ما أتجوز ، المهم بطبيعة الحال كان فيه أكتر من سمسار بيكلموني لما بيلاقوا شقق ، سمسار منهم مش هذكر إسمه كلمني و قالي إنه لقي شقة تحفة و سعرها كويس بس هي عيبها إنها بعيدة شوية و في مكان مقطوع خالص ، واسعة ، مريحة ، إيجارها معقول ... قلتله مفيش مشكلة خلينا نروح نشوفها بكرة الصبح و إتفقنا علي كده
.
بعد العشا كلمني ، قالي : " أنا واقف مستنيك تحت بيتك ، يلا إنزل عشان نروح نشوف الشقة دلوقت "
إستغربت جدًا ، قلتله : " هنشوفها دلوقت ، في الضلمة ... مستعجل ليه ما نشوفها بكرة "
حسيته إتضايق و صوته كان غضبان بس زي ما يكون كان بيحاول يداري و هو بيقول : " هنروح دلوقت عشان بكرة مش فاضي "
الحاجة الغريبة اللي أنا أخدت بالي منها بعد ما الموضوع خلص إنه يعرف ماكن شغلي بس ... ميعرفش مكان البيت !
.
لما نزلت لقيته واقف تحت البيت فعلًا ، معاه عربية بيضا غير عربيته ، سألته علي عربيته فقالي إنها مع مراته و دي عربيته برضه ، ركبت معاه و رحنا منطقة بعيدة شوية ، بدأ يدخل في حواري و شوارع غريبة لحد ما وصلنا
بيت كبير عبارة عن دورين بس ، ضخم برغم كده ، واقف لوحده في وسط مكان مهحور تمامًا ، أنا معنديش عربية فأول حاجة سألتهاله : " و أنا هروح و هاجي إزاي ، دي في مكان مهجور و الشارع الرئيسي بعيد جدًا ، حوالي نص ساعة مشي ! "
بكل بساطة قالي إن المنطقة فيها تكاتك كتير ممكن أتفق مع حد فيهم كل يوم لما أرن عليه يجيلي يطلعني أول الشارع أو يرجعني جنب البيت ، الموضوع كان مرفوض تمامًا ، المكان بعيد و شعبي شوية و أنا مش حمل مصاريف فوق مصاريفي بصراحة
قالي : " عارف إنت عاوز تقول إيه ، إطلع بس بص علي الشقة و لما تشوفها هتغير رأيك "
طلعلي مفتاح من جيبه و قالي أول باب علي إيدك الشمال ، بصيتله بإستغراب ... هو إنت مش هتطلع معايا
طلع موبايله من جيبه و قالي إنه هيطلع ورايا بس لازم يتطمن علي مراته ، هيخلص المكالمة و ييجي ورايا
و طلعت لوحدي !
.
السلم ضيق برغم وسع البيت ، مليان عنكبوت و ريحته معطنة جدًا ، وصلت باب الشقة زي ما هو قالي ، فتحتها بالمفتاح و دخلت ، أول ما دخلتها الباب إتقفل ورايا بسرعة و أترزع جامد ، إستغربت بس مخفتش ، قلت أكيد من الهوا برغم إن شبابيك البيت كلها مقفولة بس أنا مش هخوف نفسي علي الفاضي ، دا إحنا لسه بنقول بسم الله !
فتحت كشاف الموبايل و بدأت أبص ، الشق واسعة ، الصالة واسعة الحيطان دهانها مقشر بس مكتوب عليها حاجات و رسومات بقلم رصاص ، قربت منها لقيتها حاجات عادية زي ما يكون طفل في إبتدائي بيلعب ، مش تعاويذ و مش طلاسم خالص ، حاجات عادية أوي
.
حاولت أفتح الشبابيك بس كلها مقفولة جامد ، مفيش ولا شباك عاوز يتفتح ، قلت هتفرج عليها بسرعة و أنزل ، بصراحة أنا بخاف من الضلمة فقلت هنجز بسرعة كده و أنزل ، كل الأوض شبابيكها مقفولة و مفيش و لا شباك عاوز يتفتح ، كل الأوض فاضية تمامًا إلا أوضة الأطفال ، فيها سرير صغير مكسور ، تقريبًا الملاية كان عليها دم ، أنا مش متأكد لأني خرجت بسرعة
كل حيطان البيت بلا استثناء مكتوب عليها حاجات شبه الشخابيط بخط طفل صعير إيده بتترعش ، فاضلي بس المطبخ و الحمام
المطبخ كان ضيق شوية بس ظريف و دمه خفيف ، الحمام كنت عاوز أبص جواه عشان أشوف شكله ايه ، فتحت الحمام و بدأت أبص عليه
بس المشكلة
الحمام مكانش فاضي !
.
طفل صغير واقف في نص الحمام مبتسم بشكل مش طبيعي ، بصراحة قلبي وقع ، زي ما يكون حس إني خفت قالي بصوت هادي : " متخافش يا عمو أنا إبن السمسار "
" طب إنت جيت هنا إزاي يا حبيبي ؟ "
" ماما وصلتني لبابا تحت و قالي أطلع معاك عشان متبقاش لوحدك "
سكت شوية و بص في الأرض ، عينيه دمعت أوي و بصلي و هو بيعيط و قالي : " مينفعش تبقي هنا لوحدك ... الشقة دي مش حلوة ... ممكن تمشي ؟؟ "
في اللحظة دي حسيت برعب مش طبيعي ، مليون سيناريو و مليون فكرة مرعبة عدوا عليا ، لما خلص كلامه حسيت إن فيه حد معانا ، حاجة حضورها تقيل ، قلبي مقبوض و نفسي تقيل ، رعب مالوش حدود بدأ يسيطر عليّا
.
خرجت من الحمام و جريت علي الباب ، قلبي كان بيقولي إني مش هعرف أفتحه ، حاولت كتير فعلًا لكن كان مقفول ،ى بصيت ورايا لقيت الطفل لسه واقف بيعيط و بيقولي : " إفتحه المرة دي هيفتح بس أرجوك ... متجيش هنا تاني "
فتحت الباب فعلًا و خرجت و قبل ما أنزل بصيت عليه ، سألته : " إنت مش هتيجي ؟؟ "
الباب بدأ يتقفل بالراحة و قبل ما يتقفل خالص قالي بصوت مرعوب ، صوته هو كان مليان رعب : " مش هينفع أخرج ... إمشي بسرعة لو سمحت ! "
.
نزلت السلم جري ، أنا مش مجنون عشان أقف ثانية أفهم إيه اللي حصل ، مش مهم أفهم ... مش مهم أعرف
المهم أمشي ... و بسرعة !
.
تحت البيت ملقيتش حاجة خالص !
لا السمسار ... و لا العربية ، طلعت موبايلي و حاولت أكلمه ، تليفونه مقفول ، إتضايقت منه ... يعني شقة مخيفة و مكان مقطوع و كمان سابني و مشي !
فضلت أمشي في الطريق اللي بيطلعني علي الشارع الرئيسي لحد ما لقيت توكتوك ، السواق إتفاجئ بيا و بصراحة حسيته خايف ، سألني بعمل إيه هنا فقلتله إني كنت جاي أشوف شقة هنا ، قبل ما أكمل كلام قالي إن مفيس شقق فاضية خالص في المنطقة
سكت شوية و بصلي في المراية و عينيه خايفة و قالي : " إوعي تكون كنت في الشقة النحس ! "
بلعت ريقي بصعوبة و هزيت راسي و أنا قلبي هيقف من الخوف
.
لما طلعنا علي أول الشارع وقفنا في وسط الناس و إتطمننا ، بدأ يحكيلي إن الشقة دي صاحبها بناها في مكان مقطوع و فيه حرامي طلع عليهم ، سرق اللي سرقه و لما الطفل شافه ، كتفه و قتله علي سريره
أبوه ساب الشقة و محدش يعرف عنه حاجة من وقتها بس ناس كتير أوي شافت الولد في الشبابيك أو البلكونات بيعيط و بينده عليهم !
محكيتلوش اللي حصل عشان ميقولش عليا مجنون ، روحت البيت و أنا مرعوب
.
تاني يوم السمسار كلمني ، طبعًا إنفجرت فيه بس هو هداني و إعتذرلي عن كل حاجة
إعتذرلي إن بنته وقعت علي إيدها إتكسرت و إضطر ينقلها المستشفي من إمبارح العصر و هو معاها في محافظة تاني ، يعني لا شافني و لا قابلني و لا حتي كلمني ... كان في محافظة تانية خالص !
مش عارف مين اللي جالي و وداني ... مش عارف أنا وصلت إزاي ... مش عارف ليه الطفل مشاني بسرعة ... لحد دلوقت مش فاهم أي حاجة و لا عارف أي حاجة
بحمد ربنا بس إنها عدت علي خير ... !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق